وعد أم أداء- الواقع يكشف حقيقة القيادة التنفيذية.

المؤلف: خالد السليمان11.10.2025
وعد أم أداء- الواقع يكشف حقيقة القيادة التنفيذية.

ثمة قادة مرموقون يجلون أعمالهم وإنجازاتهم ويسخرونها لترسيخ مصداقية أقوالهم وتعهداتهم، بينما نجد آخرين يستميلون أسماعنا ببياناتهم الرنانة في المحافل والندوات والمنصات، فيوقدون فينا جذوة الآمال والطموحات والتوقعات بعهودهم البراقة، ثم ما نلبث أن نكتشف أن الأمر مجرد كلام أجوف لا يتبعه فعل حقيقي، وحراك عقيم لا يثمر عن نتائج ملموسة!

الرئيس التنفيذي لإحدى شركات الطيران الوليدة الواعدة يصعد بنا منذ توليه منصبه إلى آفاق سماوية مشرقة تخلو من العوائق والمصاعب، ليتضح لنا فيما بعد أننا نحلق في محض خيال، وأن تحقيق النجاح المنشود يتطلب عملاً دؤوباً وفهماً عميقاً لتحديات وواقع قطاع صناعة الطيران، وليس مجرد مداعبة للمشاعر والأحاسيس، فمثل هذا النهج سرعان ما يظهر وهنه مع مرور الوقت، عندما تحين لحظة اختبار الواقع ومواجهة الحقيقة الصارخة!

إن رفع سقف التوقعات والطموحات يجب أن يتزامن مع تطبيق عملي ملموس، خاصة عندما يخوض العمل تجربة المستهلك، ففي تلك اللحظة الحاسمة، لن يقيّم العميل تجربته بناءً على الأقوال المعسولة، بل استناداً إلى الواقع الملموس الذي يختبره بنفسه!

قد لا يكون الجمهور العريض على دراية كاملة بتفاصيل المشروع وما يواجهه من تحديات خفية وراء الكواليس، إلا أن المهتمين عن كثب بهذا القطاع الحيوي يدركون تمام الإدراك أن معظم التصريحات الوردية تصطدم بعقبات جمة عند محاولة إثباتها على أرض الواقع، وفي أي قطاع عمل، يعتقد بعض المسؤولين التنفيذيين أن رسم صورة وردية حالِمة يساهم في إطالة أمد بقائهم في مناصبهم لأطول فترة ممكنة، ولكننا هنا أمام مصلحة عامة عليا وأموال طائلة مستثمرة وأوقات ثمينة لا تحتمل مثل هذه التصرفات الانتهازية والمصالح الشخصية الضيقة!

ويحذرنا ذوو الخبرة والحكمة، الذين صقلتهم تجارب الحياة المتراكمة، من الإكثار من الكلام وتقليل العمل، فالأشخاص الذين ينتهجون هذا المسلك المذموم يستنزفون الموارد والطاقات والوقت الثمين.. بل والأحلام الوردية أيضاً!

سياسة الخصوصية

© 2025 جميع الحقوق محفوظة